سوبر ماريو
حينما يُعرّف عن جيلٍ كامل في شخصية، وحينما تصبح لعبةٌ بوابة للحكايات... هنا وُلد ماريو.
ماريو، ذلك السباك الإيطالي القصير ذو القبعة الحمراء والشارب الكث، ليس مجرد شخصية ألعاب؛ بل أيقونة ثقافية، وصديق الطفولة لملايين حول العالم.
لم يطلق على (ماريو) هذا الاسم في 1981م وقد ظهر للمرة الأولى في لعبة Donkey Kong بشخصية تُعرف بـ(Jumpman) كان عليه إنقاذ بولين من قبضة دونكي كونغ. ومن هنا بدأت القصة، فالبطل لم يكن ماريو الذي نعرفه الآن.
حتى جاء عام 1983م العام الذي وُلدت معه لعبة Mario Bros ، ووُجد ماريو كما نعرفه الآن!
وقد استوحى مصمم اللعبة شيغيرو مياموتو الاسم من مالك مستودع شركة نينتندو ماريو سيجالي، وبسبب القيود التقنية لم يستطع المصمم جعل ماريو بتعابير وجه واقعية لذلك استعاض بالأنف والشارب الكبيرين لأنسنة ماريو دون الحاجة لمعرفة تعابير وجهه. ومنذ تلك اللحظة، أصبح ماريو لا مجرد بطل لعبة، بل ظاهرة!
ماريو لم يكن وحيدًا؛ فبجواره ظهر شقيقه لويجي، وكانا يعملان كسبّاكين. أما مهمتهما فهي محاربة السلاحف والكائنات الغريبة في الأنابيب تحت المدينة.
ثم جاءت اللحظة الفارقة في عام 1985م. Super Mario Bros أُطلقت على جهاز NES، وأصبحت واحدة من أنجح الألعاب في التاريخ!
لكن ماريو ليس مجرد لعبة؛ إنه فكرة. الفكرة التي تقول: (يمكنك أن تكون بطلًا مهما كان شكلك أو حجمك فالشجاعة والإصرار هما ما يهم!).
فماريو لم يكن طويلًا، ولا قويًا، لكنه واجه الوحوش، والقلاع النارية، والأنابيب المظلمة دون خوف.
تطورت شخصية ماريو مع مرور الزمن، من أبعاده البسيطة في ألعاب 8-بت، إلى الرسوم ثلاثية الأبعاد في Super Mario 64، وصولاً إلى عوالم مفتوحة خلابة في Super Mario Odyssey.
ماريو تجاوز كونه مجرد شخصية ألعاب. دخل إلى السباقات في Mario Kart، ولعب التنس والجولف، وحتى حارب في الساحات في سلسلة Super Smash Bros.
ماريو أصبح رمزًا عالميًا، يحمل شعلة الإبداع والتطور!
لماذا نحب ماريو؟
لأنه يذكرنا بأن البساطة يمكن أن تكون عظيمة، وأن القصص التي تُبنى على الأمل والصداقة والمغامرة لا تموت.
واليوم، بعد أكثر من أربعة عقود، يظل صديق الطفولة ماريو يركض، ويقفز، ويبتسم. فماريو لم يُنقذ الأميرة فقط، بل أنقذ طفولتنا أيضًا!
